أبي
كل ما ضاق بي الحال…ذكرتك في ظلمات الليل.. وانا أبحث في مذكراتك كالمدمن الذي يبحث بجنون عن ما يريحه او يخدر آﻻمه
لكي أجد الكلمات التي كنت تكتبها في جوف الليل..وأنت في أرجاء تلك الغرفه الصغيره التي تحف جدرانها البيضاء صور جميله علقت بإهمال..كانت اكثر هذه الصور لها…حبيبتك..امي الغاليه..وبعضها لنا ونحن صغار.. وعلى الجانب الاخر امتدت ارفف خشبيه اكتظمت بالكتب النادره والقديمه..وسرير متواضع لشخص واحد
كلمات كتبتها أنت بيدك الكريمه…كلمات مدونه بخط جميل ومنظم …وأحيانا مبعثرة هنا وهناك
كلمات تضيء لي ظلمات الليل وتعوضني من الحرمان
كلمات تملأ فراغي وانا في هذه الغربه

في ارض بعيدة عن تلك الغرفه… التي كنت اجد فيها رائحتك

في ارض بعيدة عن تلك الغرفه… التي كنت اجد فيها رائحتك

ارض شنقيط.. التي إحتضنتني وازالة عني بعض مواجيع الوحدان

.. نعم يأبي كلماتك عن كيفية التعايش مع الاخر لامست قلبي واصبحت حلق في اذني كما يقلون..والله يأب
اهلها اهل الطيبه والجود…رحبوا بي واكرموني بلا مقابل.. عكس ما يدور حولهم في بلدان الخارج

لكني إلى الان لم أجد فيها صديقا حميما يخفف عني الفقدان… كلما ضاق بي الحال… وحيدة انا هنا…مغتربة في غربة لا يوجد فيها قريب ولا حبيب… غربة
وعناء من البعد عن الأهل والأوطان… تزيل دموعي وأصرخ..صراخ وآهات لايسمعها أحد..لأنهم يجهلون

لغتي الأم

أرجع الى مذكراتك في منتصف الليل القاسي لكي اعثر فيها على كلمات تمد لي براحة ودفئ وحنانووجدان… في بلاد شنقيط

وانا اتصفحها وجدت فيها صورتك هذه..ضممتها واحسست اني قريبة من تلك الغرفه التي مضيت انت فيها آخر ايام حياتك … مع انني بعيدة جداً عن تلك البلاد… أرض الحبشه

~أم شيماء~